في حين تمزج كلماتها الواقع بالخيال
وتنسج خيوطها الحريرية في البال
تمرر أحداث الماضي بتسلسل عجيب
تخاطب الأفكار المدفونة تحت وسادة المغيب
بالحانها الهادئة الجميلة
وأحياناً بتلك الألحان الصاخبة
سماء زرقاء أخذت منها سحابها
وشمس ساطعة غاب بريقها
تتلبد الغيوم وتهب عواصف هذه الأغنية
في أحزانها وأفراحها في ثباتها وتقلباتها
أرض تكسوها أزهار بيضاء
وسماء تتلألأ فيها نجوم سوداء
صحراء بلا رمال وبحر بلا أمواج ومطر بلا قطرات
هكذا ترسم لنا المسار بتلك السمفونية الدائمة
مع إطلالة الليالي المظلمة
تأتي تلك الأغنية لتحاكي الظلام
وتشتت الأحلام لتخاطب الخيال .. بأن لا شيء فيها محال
مع زرقة البحر وخضرة الأشجار
تنتزع أسماك البحار وتقتلع أوراق الأشجار
تجعلنا نعيش في عالم وردي مظلم
وأحياناً في عالم كئيب بسعادة
في وسط الأشواك تزرع الأزهار
بين أحضان الوفاء وبعيداًُ عن الغدر
عند من يقدر الكلمة ويغفر الهفوة
نجد تلك الأغنية .. تعيش فينا دوماَ كحلم جميل
يراودنا في كل مساء قبل المنام
بجبالها الشاهقة .. ووديانها وساحاتها
مع كل هذا الجمال الذي تحمله
إلا أنها تغيب عندما نغيب تحت الوسادة
حين نغمض أجفاننا وتغفو أعيننا .
تذهب تلك الأغنية وتختفي ألحانها العذبة
لا يبقى منها شيء لتـأتي في ليلة مظلمة أخرى
لترجع إلينا بحلة جديدة ولحن جديد وصوت آخر ينبع من أعماقنا يتردد مع صداها
.. تلك هي أغنية المساء
ماهي إلا التخيلات والأفكار التي تراودنا حين نقرر الخلود إلى النوم
حين تقص علينا ألحانها أحداث هذا اليوم
وتغادر بعدها وقد شوشت الأفكار وأزاحت النوم من الأعين ...
فما أجملها من أغنية هذه التي تزورنا في المساء ..
.